مقدمة:

تزايد الاهتمام عالميا ومحليا في السنوات الأخيرة المنصرمة بجودة التعليم، ومن المتوقع أن يزداد هذا الاهتمام في المستقبل نظراً للشكوى العالمية من انخفاض مستويات الجودة في التعليم، وتشير التقارير العالمية إلى أن الدول المتقدمة أكثر شكوى من الدول النامية، وانخفاض مستويات الجودة يتضح في انخفاض مستوى المنتج التعليمي، وانخفاض الاتصال الجيد بين المؤسسات التعليمية وبين المجتمع.

وبعد تطبيق إدارة الجودة الشاملة في جميع القطاعات، وخاصة قطاع التعليم- من أهم المعايير للمنافسة في جذب رؤوس الأموال الاستثمارية محليا وعالميا، ومن المتوقع أن تشتد المنافسة في تطبيق نظام الجودة في قطاع التعليم أكثر من القطاعات الصناعية والتجارية، ومن أجل إعداد وتكوين القوى البشرية لجميع مجالات العمل والإنتاج، وإجراء البحوث والدراسات وتطبيق التكنولوجيا لخدمة المجتمع وتنميته (اليونسكو).

مشكلة الدراسة :

 إن تحقيق إدارة الجودة الشاملة في مؤسسات التعليم العالي تعني قدرة المؤسسة على تقديم خدمة بمستوى عال من الجودة المتميزة. وتستطيع من خلالها الوفاء باحتياجات الطلبة، وأعضاء هيئة التدريس، وأصحاب العمل، والمجتمع وغيرهم، وبالشكل الذي يتفق مع توقعاتهم ومتطلباته العصر والبيئة العلمية والتكنولوجية، وبما يحقق الرضا والسعادة لديهم.

وتسعى الأكاديمية الليبية إلى التطوير من مدخلاتها وعملياتها بشكل مستمر، وذلك للعمل على تحسين أدائها لوظائفها وربطها بمجتمعها، بغية الحصول على أفضل مخرجات من خلال رفع الجودة والكفاءة في التعليم ، ولا يخفى عن أحد الدور التي تقوم به الأكاديمية في دعمها لمسيرة التعليم في ليبيا وهي أول مؤسسة تعليمية للدراسات العليا في ليبيا، وخصوصاً وأنه قد تم تأسيسها في فترة ما أحوج بلادنا لبلوغ مرحلة الدراسات العليا، كما تسعى إدارة الأكاديمية من خلال رسالتها إلى تحقيق أهداف ومتطلبات عبر تخريج مهارات أكفاء ومعدين إعداداً علمياً جيداً في تخصصاتهم وذلك من خلال أفضل الكفاءات من أعضاء هيئة التدريس الموجودين.

ومن هنا هدفت الدراسة الاستطلاعية إلى التعرف على مدى رضا الطلبة عن جودة الخدمات التعليمية التي تقدمها الأكاديمية الليبية للدراسات العليا من وجهة نظر الطلبة، وذلك من خلال الإجابة عن السؤال التالي :

- ما مدى تطبق معايير-محاور جودة الخدمات التعليمية في الأكاديمية الليبية للدراسات العليا من وجهة نظر الطلبة من خلال محوري الدراسة المتمثلين في محور البرامج التعليمية ومحور خدمات الدعم التعليمي ؟

أهداف الدراسة :- تهدف هذه الدراسة إلى التعرّف على مدى تطبيق الأكاديمية الليبية للدراسات العليا لمحوري الدراسة المتمثلين في محور البرامج التعليمية ومحور خدمات الدعم التعليمي باعتبارها أسلوباً إدارياً يهدف إلى التحسين والتطوير المستمر للجودة الخدمة التعليمية، ويهدف أيضا إلى تحسين مستويات الأداء .

أهمية الدراسة:

1- تتصدى أهمية الدراسة إلى مفهوم إداري حديث، وهو نظام إدارة الجودة الشاملة، وتطبيقه في مؤسسات التعليم العالي في ليبيا، وبشكل خاص في الأكاديمية الليبية .

2- الحاجة الماسة لإدارة مؤسسات التعليم العالي الليبي لمثل هذه الدراسات التي ستسهم في تطوير وتحسين أداء هذه المؤسسات,

3- الإسهام في حل الكثير من المشكلات التي تعيق العملية التعليمية في الأكاديمية الليبية للدراسات العليا.

حدود الدراسة

الحدود البشرية:- اقتصرت هذه الدراسة على عينة من طلبة الأكاديمية والمسجلين في برنامج الإجازة العليا (الماجستير).

الحدود الزمنية:- الفصل الدراسي الخريف 2021-2022.

الحدود المكانية:- اقتصرت هذه الدراسة على طلبة الأكاديمية الليبية-طرابلس.

النتــــــائــــــــــــج :

1- تطبق الأكاديمية الليبية بُعد توصيف المناهج حيث كانت النسبة (53%) من الطلبة موافقين تماما وموافقين على وجود او رضا عن محور توصيف المناهج والتي تناظر الدرجة ( موافق تماما- موافق).

1-   أما بخصوص بُعد النظم واللوائح ومن خلال استخدام النسب المئوية ودرجات مقياس ليكرت الخماسي، نلاحظ ان درجة المحايد هي الأعلى نسبة وتكراراً، حيث كانت النسبة (27%) من الطلبة محايدين على وجود او رضا عن محور النظم واللوائح ، و(24%)كانوا موافقين، و (22%) كانوا غير موافقين والباقي بين موافقين تماما وغير موافقين تماماً.

2-   أما بُعد المكتبة وباستخدام النسب المئوية ودرجات مقياس ليكرت الخماسي، نلاحظ ان درجة المحايد هي الأعلى نسبة وتكراراً، حيث كانت النسبة (30%) من الطلبة محايدين على رضا عن محور المكتبة، تم تليها درجة الموافقة حيث كانت النسبة (28%)من الطلبة موافقين على رضا عن محور المكتبة، والباقي بين موافقين تماما وغير موافقين وغير موافقين تماماً.

3-   أما بُعد الوسائط التعليمية وتقنية المعلومات وباستخدام النسب المئوية ودرجات مقياس ليكرت الخماسي، نلاحظ ان درجة المحايد هي الأعلى نسبة وتكراراً، حيث كانت النسبة (27%) من الطلبة محايدين على رضا عن محور الوسائط التعليمية وتقنية المعلومات ، و(25%)كانوا غير موافقين.

4-   أما بُعد الخدمات المقدمة للطلبة وباستخدام النسب المئوية ودرجات مقياس ليكرت الخماسي، نلاحظ ان درجة الموافق هي الأعلى نسبة وتكراراً، حيث كانت النسبة (27%) من الطلبة موافقين على وجود او رضا عن محور الخدمات المقدمة للطلبة ، و(23%)كانوا محايدين.

5-   أما بُعد تعامل العاملين مع الطلبة وباستخدام النسب المئوية ودرجات مقياس ليكرت الخماسي، نلاحظ ان درجة المحايد هي الأعلى نسبة وتكراراً، حيث كانت النسبة (28%) من الطلبة محايدين على وجود او رضا عن محور تعامل العاملين مع الطلبة ، و(27%)كانوا غير موافقين، والباقي بين موافقين وغير موافقين تماماً.

التـــــــوصيـــــات :

1-إجراء تغييرات جوهرية في محور البرامج التعليمية والمتمثلة في (توصيف المناهج، والنظم واللوائح) ومحور الدعم التعليمية والمتمثلة في (المكتبة، والوسائط التعليمية) لكي تتفق مع متطلبات محاور الجودة الشاملة.

2-اهتمام الإدارة العليا بتصميم وتوصيف البرامج التعليمية وفقاً لمتطلبات سوق العمل المستهدفة في قطاع التعليم.

3-يجب على إدارة الأكاديمية الاهتمام بمبدأ التحسين المستمر لمهارات التدريس وأساليبه المتبعة.

4-إعادة النظر في الخطط والاستراتيجيات للتعرف على احتياجات الطلبة بالأكاديمية الليبية لكي تتفق مع متطلبات إدارة الجودة الشاملة،

5-زيادة الاهتمام بتوفير المراجع والدوريات والمصادر العربية والانجليزية الكافية والحديثة ذات العلاقة بالتخصصات التي تقدمها المؤسسة.

6-يجب أن تتبنى إدارة الأكاديمية إستراتيجية تطوير وتحسين مستمر للخدمات التعليمية والتوسع في تقديمها بحيث تتفق مع متطلبات محاور الجودة الشاملة.

7- زيادة الاهتمام بالوقت المخصص لرواد المكتبة بحيث يكون كاف وملائم .

8- على إدارة الأكاديمية أن تحرص على نظافة دورات المياه وتهتم بأماكن العبادة.

9- يوصي الباحث بمزيد من الدراسات في مجال جودة الخدمات التعليمية في محاور أخرى لم يتطرق إليها الباحث.